ضوءالقنديل
فوق باب بيت العقد القديم، طريق واسع يبدأ من باب الدار المفتوح إلى الدرج
الحجري الموصل الى باب البيوت القديمه ، على يمينه ويساره شجر اللوز
وشجرة عنب مزروعة على كتف ''البئر''، عريشة دوالي منخفضة تظلل البيت
القديم ، على يسارها ليمونة الحامض الشهريه وشجرة توت وميرميه عجوز وعلى
جوانبها المنخفضة تستدير قوارير الريحان،والشب الغاوي، والنعنع . وتحت
الضوء الخافت ..يصدر ابريق الشاي صوتاً مميزاً في قاع الأكواب، و علبة
الدخان العربي وولاعة الكاز التي تفشل في إشعال سيجارة، همس وضجيج وضحك
وسعال كل هذا المزيج الصيفي يتم تحت ضوء القنديل الخافت ،مقاعد الخشب
تنقل من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين، رائحةالعنب والتين
المسجى في اواني الندى ' تخرج من البيت، حفيف اشجار الصنوبر على الشبّاك
الغربي ،..يثير شهيّة الساهرين.يتحدثون عن كل شيء عن العنب والقمح
والزيتون، عن خبز الطابون وعن الحصيده والندى والعين وماء البير و عرس محمد
الأسبوع القادم، يميل القمر غرباً مع الأحاديث، ويغطي الندى اطراف
المقاعد انه اعلان نهاية السهره .
كل
سنة وفي شهر آذار تعودني هذه الذكريات فالبيت ما زال كما هو وبئر الماء
واشجار اللوز ولكن الساهرين لم يعودوا ربما لان صاحب البيت انهى السهرة
واطفا القنديل ورحل
انه ابي الذي رحل في آذار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق