الأحد، فبراير 02، 2014

الاحياء الاموات


لم اعد استطيع بكاء الاموات وانا الذي بكيت ابي وبكيت اخي وبكيت اقاربي وبكيت اصدقائي وبكيت جاري
حتى انني بكيت الاموات في الجريده وفي نشرات الاخبار وفي دول لم اسمع بها من قبل




 



انا الذي بكيت الدور المهدومه والحيطان الخربه وحتى الطيور المذبوحه والعروش المسلوبه والاحزاب المحلوله

اليوم لا استطيع البكاء على ميت فقبل يومين توفي صاحب وزميل دراسه وحاولت البكاء فلم تطاوعني دموعي
ولا حتى مشاعري بالحزن عليه ولكني بكيت عندما تحدث لي صديق انه قد عرض جهاز الكمبيوتر الخاص بابنائه للبيع بعشر ثمنه لانه لايملك اجرة البيت منذ ثلاثة اشهر
البكاء على الاحياء اصبح ممكنا ولكن بكاء الاموات امر صعب المنال
كيف تجلدت مشاعري على الاموات ؟ لا اعرف ربما لاني بكيت على الأهل والأصحاب والأصدقاء وحين يغمرني الحزن لا أجد من يبكيني ولو بدمعةٍ واحدةٍ
بكيت على الاحزاب المهزومه والحركات المكلومه والجمعيات المشموعه وحين اثقلتني الهموم ولم تعد رجلاي تقوى على حملي ارتميت على الارض لم يساعدني احد على النهوض بل لم يذرف علي احد دمعه او يقف على جسدي دقيقة صمت
الكل يراني وانا ابكي ويعتقدون انني اضحك
انا لم يعد لدي وقت للضحك لاني ابكيكم ايها الاحياء وانتم تعتقدون انني اضحك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق