لم اعد استطيع بكاء الاموات وانا الذي بكيت ابي وبكيت اخي وبكيت اقاربي وبكيت اصدقائي وبكيت جاري
حتى انني بكيت الاموات في الجريده وفي نشرات الاخبار وفي دول لم اسمع بها من قبل
انا الذي بكيت الدور المهدومه والحيطان الخربه وحتى الطيور المذبوحه والعروش المسلوبه والاحزاب المحلوله
اليوم لا استطيع البكاء على ميت فقبل يومين توفي صاحب وزميل دراسه وحاولت البكاء فلم تطاوعني دموعي
ولا حتى مشاعري بالحزن عليه ولكني بكيت عندما تحدث لي صديق انه قد عرض جهاز الكمبيوتر الخاص بابنائه للبيع بعشر ثمنه لانه لايملك اجرة البيت منذ ثلاثة اشهر
البكاء على الاحياء اصبح ممكنا ولكن بكاء الاموات امر صعب المنال
كيف تجلدت مشاعري على الاموات ؟ لا اعرف ربما لاني بكيت على الأهل والأصحاب والأصدقاء وحين يغمرني الحزن لا أجد من يبكيني ولو بدمعةٍ واحدةٍ
بكيت على الاحزاب المهزومه والحركات المكلومه والجمعيات المشموعه وحين اثقلتني الهموم ولم تعد رجلاي تقوى على حملي ارتميت على الارض لم يساعدني احد على النهوض بل لم يذرف علي احد دمعه او يقف على جسدي دقيقة صمت
الكل يراني وانا ابكي ويعتقدون انني اضحك
انا لم يعد لدي وقت للضحك لاني ابكيكم ايها الاحياء وانتم تعتقدون انني اضحك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق